شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١١١
إليه ولم تكلمه، ومر بك غلام من بنى أمية فضحكت إليه ولاطفته! أما والله لو التقى الجمعان لعلمت أيهما اصبر!.
قال: فكان أمية بن عتبة أول من انهزم وركب فرسه ومضى، وقال لغلامه:
يا مجيب، أما والله لئن أحرزت (1) هذه الأكلب من بنى الشراة إني لعاجز.
وأما عمارة بن حمزة بن مصعب بن الزبير فقاتل يومئذ، حتى قتل وكان يحمل ويتمثل:
وإني إذا ضن الأمير بإذنه على الاذن من نفسي إذا شئت قادر والشعر للأغر بن حماد اليشكري.
قال: فلما بلغ أبا حمزة إقبال أهل المدينة إليه، استخلف على مكة أبرهة بن الصباح، وشخص إليهم، وعلى مقدمته بلخ بن عقبة.
فلما كان في الليلة التي وافاهم في صبيحتها، وأهل المدينة نزول بقديد، قال لأصحابه:
إنكم ملاقوا القوم غدا، وأميرهم فيما بلغني ابن عثمان، أول من خالف سنة الخلفاء وبدل سنة رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد وضح الصبح لذي عينين، فأكثروا ذكر الله وتلاوة القرآن، ووطنوا أنفسكم على الموت. وصبحهم غداة الخميس لتسع خلون من صفر سنة ثلاثين ومائه.
قال أبو الفرج: وقال عبد العزيز لغلامه في تلك الليلة: أبغنا علفا، قال: هو غال، فقال: ويحك! البواكي علينا غدا أغلى، وأرسل أبو حمزة إليهم بلخ بن عقبة ليدعوهم، فأتاهم في ثلاثين راكبا فذكرهم الله، وسألهم أن يكفوا عنهم، وقال لهم: خلوا سبيلنا إلى الشام، لنسير

(1) كذا في ب، وفى ج: (لو اجتورت نفسي)، وفى الأغاني: (أجرزت نفسي).
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175