شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢٣٣
قال نصر: وكانت التعبية في هذا اليوم كالتعبية في الذي قبله، وحمل عبيد الله بن عمر في قراء أهل الشام، ومعه ذو الكلاع في حمير على ربيعة، وهي في ميسرة علي عليه السلام، فقاتلوا قتالا شديدا، فأتى زياد بن خصفة إلى عبد القيس، فقال لهم: لا بكر بن وائل بعد اليوم! إن ذا الكلاع وعبيد الله أبادا ربيعة فانهضوا لهم، وإلا هلكوا، فركبت عبد القيس، وجاءت كأنها غمامة سوداء فشدت أزر الميسرة، فعظم القتال، فقتل ذو الكلاع الحميري، قتله رجل من بكر بن وائل، اسمه خندف، وتضعضعت أركان حمير، وثبتت بعد قتل ذي الكلاع تحارب مع عبيد الله بن عمر، وأرسل عبيد الله إلى الحسن بن علي عليه السلام: إن لي إليك حاجة فالقني، فلقيه الحسن عليه السلام، فقال له عبيد الله: إن أباك قد وتر قريشا أولا وآخرا، وقد شنئه الناس، فهل لك في خلعه وأن تتولى أنت هذا الامر! فقال: كلا والله، لا يكون ذلك ثم قال: يا بن الخطاب، والله لكأني أنظر إليك مقتولا في يومك أو غدك. أما إن الشيطان قد زين لك وخدعك، حتى أخرجك مخلقا بالخلوق، ترى نساء أهل الشام موقفك، وسيصرعك الله، ويبطحك لوجهك قتيلا.
قال نصر: فوالله ما كان إلا بياض ذلك اليوم حتى قتل عبيد الله، وهو في كتيبة رقطاء، وكانت تدعى الخضرية، كانوا أربعة آلاف، عليهم ثياب خضر، فمر الحسن عليه السلام، فإذا رجل متوسد برجل قتيل، قد ركز رمحه في عينه، وربط فرسه برجله، فقال الحسن عليه السلام لمن معه: انظروا من هذا؟ فإذا رجل من همدان، وإذا القتيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب، قد قتله الهمداني في أول الليل، وبات عليه حتى أصبح.
قال نصر: وقد اختلف الرواة في قاتل عبيد الله، فقالت همدان: نحن قتلناه، قتله هانئ بن الخطاب الهمداني، وركز رمحه في عينه، وذكر الحديث. وقالت حضر موت:
نحن قتلناه، قتله مالك بن عمرو الحضرمي. وقالت بكر بن وائل: نحن قتلناه، قتله محرز
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175