ابن عوف، على علي عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين، لئن كنا على الحق لأنت أهدانا سبيلا، وأعظمنا في الخير نصيبا، ولئن كنا على ضلال، إنك لأثقلنا ظهرا وأعظمنا وزرا، قد أمرتنا بالمسير إلى هذا العدو، وقد قطعنا ما بيننا وبينهم من الولاية وأظهرنا لهم العداوة، نريد بذلك ما يعلمه الله تعالى من طاعتك، أليس الذي نحن عليه هو الحق المبين، والذي عليه عدونا هو الحوب الكبير!
فقال عليه السلام: بلى، شهدت أنك إن مضيت معنا ناصرا لدعوتنا، صحيح النية في نصرنا، قد قطعت منهم الولاية، وأظهرت لهم العداوة كما زعمت، فإنك ولى الله، تسبح (1) في رضوانه، وتركض في طاعته، فأبشر أبا زينب.
وقال له عمار بن ياسر: أثبت أبا زينب، ولا تشك في الأحزاب، أعداء (2) الله ورسوله.
فقال أبو زينب: ما أحب أن لي شاهدين من هذه الأمة شهدا لي عما سألت من هذا الامر الذي أهمنى - مكانكما.
قال: وخرج عمار بن ياسر، وهو يقول:
سيروا إلى الأحزاب أعداء النبي * سيروا فخير الناس أتباع على هذا أوان طاب سل المشرفي * وقودنا الخيل وهز السمهري (3).
قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن أبي روق، قال: (4) دخل يزيد بن قيس الأرحبي على علي عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين، نحن أولو جهاز وعدة، و أكثر