ولعن المحلين القاسطين لا يقرءون القرآن، نحن والله عليهم حنقون، ولهم في الله مفارقون، فمتى أردتنا صحبك خيلنا (1) ورجالنا إن شاء الله.
قال: وأجاب الناس إلى المسير، ونشطوا وخفوا، فاستعمل ابن عباس على البصرة أبا الأسود الدؤلي وخرج حتى قدم على علي عليه السلام بالنخيلة.
[كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه] قال نصر: وكتب (2) محمد بن أبي بكر إلى معاوية:
من محمد (3) بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر، سلام على أهل طاعة الله ممن هو سلم (4) لأهل ولاية الله. أما بعد فإن الله بجلاله وعظمته وسلطانه وقدرته، خلق خلقا بلا عبث ولا ضعف في قوته، لا حاجة به إلى خلقهم، ولكنه خلقهم عبيدا، وجعل منهم شقيا وسعيدا، وغويا ورشيدا، ثم اختارهم على علمه، فاصطفى وانتخب منهم محمدا صلى الله عليه وآله، فاختصه برسالته، واختاره لوحيه، وائتمنه على أمره، وبعثه رسولا مصدقا لما بين يديه من الكتب، ودليلا على الشرائع، فدعا إلى سبيل أمره بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان أول من أجاب وأناب، وصدق [ووافق] (5) فأسلم وسلم أخوه وابن عمه - علي بن أبي طالب عليه السلام، فصدقه بالغيب المكتوم، وآثره على كل حميم، ووقاه كل هول، وواساه بنفسه في كل خوف، فحارب حربه، وسالم سلمه، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل (6)، ومقامات الروع، حتى برز سابقا