شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٦٦
وصدر الكلام مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسانيد الصحيحة، وختمه أمير المؤمنين عليه السلام وتممه بقوله: (ولا يجمعهما غيرك)، وهو الصحيح، لان من يستصحب لا يكون مستخلفا، فإنه مستحيل أن يكون الشئ الواحد في المكانين مقيما وسائرا، وإنما تصح هذه القضية في الأجسام، لان الجسم الواحد لا يكون في جهتين في وقت واحد، فأما ما ليس بجسم وهو البارئ سبحانه، فإنه في كل مكان، لا على معنى أن ذاته ليست مكانية، وإنما المراد علمه وإحاطته ونفوذ حكمه وقضائه وقدره، فقد صدق عليه السلام أنه المستخلف وأنه المستصحب، وأن الامرين مجتمعان له جل اسمه.
وهذا الدعاء دعا به أمير المؤمنين عليه السلام بعد وضع رجله في الركاب، من منزله بالكوفة متوجها إلى الشام لحرب معاوية وأصحابه، ذكره نصر بن مزاحم في كتاب ،، صفين (1)،، وذكره غيره أيضا من رواة السيرة.
* * * [أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية] قال نصر: لما وضع علي عليه السلام رجله في ركاب دابته يوم خرج من الكوفة إلى صفين، قال: بسم الله، فلما جلس على ظهرها، قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون)، (2) اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر...
إلى آخر الفصل. وزاد فيه نصر: (ومن الحيرة بعد اليقين). قال: ثم خرج أمامه الحر بن سهم بن طريف، وهو يرتجز ويقول:
يا فرسي سيرى وأمي الشاما * وقطعي الحزون والاعلاما (3) ونابذي من خالف الاماما * إني لأرجو إن لقينا العاما

(١) كتاب صفين ١٤٩.
(٢) سورة الزخرف ١٣، 14.
(3) صفين: (وأقطعي)، والحزون: جمع حزن، وهو ضد السهل من الأرض.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335