شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢١٨
والخامس: بيان أن الجاحد لاثباته مكابر بلسانه، وعارف به بقلبه.
ونحن نذكر القول في جميع ذلك على سبيل اقتصاص المذاهب والأقوال، ونحيل في البرهان على الحق من ذلك وبطلان شبه المخالفين فيه، على ما هو مذكور في كتبنا الكلامية، إذ ليس هذا الكتاب موضوعا لذلك، وإن كنا قد لا نخلي بعض فصوله من إشارة إلى الدليل موجزة، وتلويح إلى الشبهة لطيف، فنقول: أما * * * الفصل الأول وهو الكلم في كونه تعالى عالما بالأمور الخفية فاعلم أن أمير المؤمنين إنما قال: بطن خفيات الأمور) وهذا القدر من الكلام يقتضى كونه تعالى عالما، يعلم الأمور الخفية الباطنة، وهذا منقسم قسمين:
أحدهما: أن يعلم الأمور الخفية الحاضرة.
والثاني: أن يعلم الأمور الخفية المستقبلة.
والكلام من حيث إطلاقه يحتمل الامرين، فنحمله عليهما معا. فقد خالف في كل واحدة من المسألتين قوم، فمن الناس من نفى كونه عالما بالمستقبلات، ومن الناس من نفى كونه عالما بالأمور الحاضرة، سواء كانت خفية أو ظاهرة، وهذا يقتضينا (1) أن نشرح أقوال العقلاء في هذه المسائل، فنقول: إن الناس فيها على أقوال:
القول الأول: قول جمهور المتكلمين، وهو أن البارئ سبحانه يعلم كل معلوم:
الماضي والحاضر والمستقبل، ظاهرها وباطنها، ومحسوسها وغير محسوسها، فهو تعالى العالم بما كان وما هو حاضر، وما سيكون وما لم يكن، أن لو كان كيف كان يكون، كقوله

(1) ب: (يقتضى)
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335