عن ذلك انزل الله (ان الصفا والمروة من شعائر الله) الآية قالت عائشة رضي الله عنها ثم قدسن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما فليس لاحدان يترك الطواف بهما - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن رافع ثنا حجين بن المثنى ثنا ليث عن عقيل عن ابن شهاب فذكر الحديث بمثله وزاد قال فأخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بالذين حدثني عروة من ذلك عن عائشة رضي الله عنها فقال أبو بكر بن عبد الرحمن ان هذا لعلم وامر ما كنت سمعته ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون إن الناس الا من ذكرت عائشة رضي الله عنها ممن كانوا يهلون لمناة كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة وان الله عز وجل ذكر الطواف بالبيت ولم يذكر الطواف بالصفا والمروة فهل علينا يا رسول الله حرج في أن نطوف بالصفا والمروة فأنزل الله عز وجل (ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما) قال أبو بكر فأسمع هذه الآية قد أنزلت في الفريقين كلاهما (1) في الذين كانوا يتحرجون في الجاهلة ان يطوفوا بالصفا والمروة والذين كانوا يطوفون في الجاهلية بالصفا والمروة مع الطواف بالبيت حين ذكره - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وأخرجه أيضا من حديث ابن عيينة عن ابن شهاب الزهري كذلك - وأخرجه البخاري من حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك ورواية الزهري عن عروة توافق رواية مالك وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه - وروايته عن أبي بكر بن عبد الرحمن توافق رواية أبى معاوية عن هشام ثم قد حمله أبو بكر على الامرين جميعا وان الآية نزلت في الفريقين معا والله أعلم - (أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن عاصم الأحول عن انس بن مالك رضي الله عنه ان الصفا والمروة كانتا من شعائر الجاهلية فلما كان الاسلام أمسكنا (2) عنهما فأنزل الله عز وجل (ان الصفا والمروة من شعائر الله) - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسف الفريابي وأخرجه مسلم من حديث أبي معاوية عن عاصم بمعناه - (أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ ابن جريج عن عمرو بن دينار ان رجلا سأل ابن عمر رضي الله عنه أيصيب الرجل من امرأته قبل ان يطوف بين الصفا والمروة فقال اما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد طاف بالبيت ثم ركع ركعتين ثم طاف بين الصفا والمروة ثم تلا (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) - أخرجاه من حديث ابن جريج - (وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا سريج وعمرو الناقد وابن عباد وابن المقرى وزياد بن أيوب قالوا ثنا سفيان عن عمرو عن جابر سألناه عن رجل طاف بالبيت ولم يطف بين الصفا والمروة في عمرة أيأتي امرأته قال لا وسألوا ابن عمر رضي الله عنه فقال ابن عمر قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة سبعا وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة - (أخبرنا) أبو عمرو أنبأ أبو بكر أخبرني أبو يعلى أنبأ أبو خيثمة ثنا سفيان عن عمرو قال سألنا ابن عمر رضي الله عنه عن رجل قدم بعمرة فطاف بالبيت ولم يطف بين الصفا والمروة أيأتي امرأته فقال ابن عمر فذكر بمثل حديثهم عن سفيان - رواه مسلم في الصحيح عن أبي خيثمة زهير بن حرب ورواه البخاري عن علي بن عبد الله وغيره عن ابن عيينة - (أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا ثنا علي بن عمر الحافظ ثنا يحيى بن صاعد ثنا الحسن بن عيسى النيسابوري ثنا ابن المبارك أخبرني معروف بن مشكان أخبرني منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية أخبرتني عن نسوة من بنى عبد الدار اللاتي أدركن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلن دخلن (3) دار ابن أبي حسين فاطلعنا من باب مقطع ورأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد في المسعى حتى إذا بلغ زقاق بنى فلان موضعا قد سماه من المسعى استقبل الناس فقال يا أيها الناس اسعوا فان السعي قد كتب عليكم -
(٩٧)