في الحل وفيه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بويع فيه تحت الشجرة فأنزل الله تعالى (لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) وقال في قوله (ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدى محله) محله والله أعلم ههنا يشبه أن يكون إذا احصر نحر حديث احصر ومحله في غير الاحصار الحرم والمنحر وهو كلام عربي واسع (قال الشيخ) قد روى عن ابن عباس ما يدل على صحة ذلك - (وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنا أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن يعقوب بن خالد المخزومي عن أبي أسماء مولى عبد الله بن جعفر انه اخبره انه كان مع عبد الله بن جعفر فخرج معه من المدينة فمروا على حسين بن علي رضي الله عنه وهو مريض بالسقيا فأقام عليه عبد الله بن جعفر حتى إذا خاف الفوات خرج وبعث إلى علي ابن أبي طالب وأسماء بنت عميس رضي الله عنهما وهما بالمدينة فقدما عليه ثم إن حسينا أشار إلى رأسه فامر علي بن أبي طالب رضي الله عنه برأسه فحلق ثم نسك عنه بالسقيا فنحر عنه بعيرا قال يحيى وكان حسين خرج مع عثمان بن عفان رضي الله عنه في سفره ذلك - باب لا قضاء على المحصر الا ان لا يكون حج حجة الاسلام فيحجها (قال الشافعي) رضي الله عنه من قبل قول الله تبارك وتعالى (فان أحصرتم فما استيسر من الهدى) ولم يذكر قضاءا قال والذي أعقل في اخبار أهل المغازي شبيه بما ذكرت من ظاهر الآية وذلك انا قد علمنا في متواطئ أحاديثهم ان قد كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية رجال معروفون بأسمائهم ثم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضية وتخلف بعضهم بالمدينة من غير ضرورة ولو لزمهم القضاء لأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله بان لا يتخلفوا عنه - قال البخاري في كتابه وقال روح عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه إنما البدل على من نقض حجه بالتلذذ فاما من حبسه عذرا وغير ذلك فإنه يحل ولا يرجع وإن كان معه هدى وهو محصر نحره إن كان لا يستطيع ان يبعث به وان استطاع ان يبعث به لم يحل حتى يبلغ الهدى محله -
(٢١٨)