وأعلم يا معاوية أنك قد ادعيت أمرا لست من أهله لا في القدم ولا في الولاية، ولست تقول فيه بأمر بين تعرف لك به أثرة (3) ولا لك عليه شاهد من كتاب الله ولا عهد تدعيه من رسول الله، فكيف أنت صانع إذا انقشعت عنك جلابيب ما أنت فيه من دنيا أبهجت [تبهجت خ] بزينتها وركنت إلى لذتها وخلي فيها بينك وبين عدو جاهد ملح مع ما عرض في نفسك من دنيا قد دعتك فأجبتها وقادتك فاتبعتها، وأمرتك فأطعتها.
فاقعس عن هذا الامر، وخذ أهبة الحساب، فإنه يوشك أن يقفك واقف على ما لا يجنك منه مجن [ما لا ينجيك منه منج خ] (4).