الشيطان الرجيم، الحق أساطير الأولين (1) ونبذتموه وراء ظهوركم، وجهدتم بإطفاء نور الله بأيديكم وأفواهكم، والله متم نوره ولو كره الكافرين (2) ولعمري ليتمن النور على كرهك، ولينفذن العلم بصغارك، ولتجازين بعملك، فعث في دنياك المنقطعة عنك ما طاب لك (3) فكأنك بباطلك وقد انقضى وبعملك وقد هوى ثم تصير إلى لظى، لم يظلمك الله شيئا، وما ربك بظلام للعبيد.
قال المدائني: فأجابه معاوية وكتب إليه:
أما بعد، فما أعظم الرين على قلبك، والغطاء على بصرك، الشره من شيمتك والحسد من خليقتك، فشمر للحرب، واصبر للضرب فوالله ليرجعن