من أهل البصائر فإنهم فارقوك بعد معرفتك، وهربوا إلى الله من موازرتك، إذ حملتهم على الصعب، وعدلت بهم عن القصد (6).
فاتق الله يا معاوية في نفسك، وجاذب الشيطان قيادك (7)، فإن الدنيا منقطعة عنك، والآخرة قريبة منك، والسلام.
قال أبو الحسن علي بن محمد المدائني: فكتب إليه معاوية:
من معاوية بن أبي سفيان، إلى علي بن أبي طالب.
أما بعد فقد وقفت على كتابك، وقد أبيت على الفتن إلا تماديا، واني لعالم أن الذي يدعوك إلى ذلك مصرعك الذي لابد لك منه، وان كنت موائلا (7) فأزدد غيا إلى غيك، فطالما خف عقلك، ومنيت نفسك ما ليس لك، والتويت على من هو خير منك، ثم كانت العاقبة لغيرك (8) واحتملت الوزر بما أحاط بك من خطيئتك، والسلام.