نتنها ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن تغشاها وأن يقصر أمله، وكان بين عينيه أجله، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الاخلاص؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد وإذا وجد رضي وإذا بقي عنده شيء أعطاه في الله فإن من لم يسأل المخلوق فقد أقر لله عز وجل بالعبودية وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض والله تبارك وتعالى عنه راض وإذا أعطى لله عز وجل فهو على حد الثقة بربه عز وجل، قلت: فما تفسير اليقين؟
قال: الموقن يعمل لله كأنه يراه فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه وأن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وهذا كله أغصان التوكل ومدرجة الزهد (1).
[1968] 11 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن سهل، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن ابن أسباط، عن ابن الجهم قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك ما حد التوكل؟ فقال لي: أن لا تخاف مع الله أحدا، قال: قلت: فما حد التواضع؟ قال: أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله، قال: قلت:
جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك؟ فقال: انظر كيف أنا عندك (2).
[1969] 12 - الصدوق رفعه وقال: قال لقمان لابنه: يا بني إن الدنيا بحر عميق وقد هلك فيها عالم كثير فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله واجعل شراعها التوكل على الله واجعل زادك فيها تقوى الله عز وجل، فإن نجوت فبرحمة الله وإن هلكت فبذنوبك (3).
الشراع ككتاب ما يقال له بالفارسية: بادبان.
[1970] 13 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: خصلة من عمل بها كان من أقوى الناس، قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: التوكل على الله عز وجل (4).