ويناقشون الحساب وهم من ذلك آمنون ان أدنى ما أعطى الزاهدين في الآخرة ان أعطيهم مفاتيح الجنان كلها حتى يفتحوا أي باب شاءوا ولا احجب عنهم وجهي ولأنعمنهم بألوان التلذذ من كلامي ولأجلسنهم في مقعد صدق وأذكرهم ما صنعوا وتعبوا في دار الدنيا وافتح لهم أربعة أبواب باب يدخل عليهم الهدايا بكرة وعشيا من عندي وباب ينظرون منه إلى كيف شاؤوا بلا صعوبة وباب يطلعون منه إلى النار فينظرون إلى الظالمين كيف يعذبون وباب يدخل عليهم منه الوصائف والحور العين قال يا رب من هؤلاء الزاهدون الذين وصفتهم قال الزاهد هو الذي ليس له بيت يخرب فيغتم لخرابه ولا له ولد يموت فيحزن لموته ولا له شئ يذهب فيحزن لذهابه ولا يعرفه انسان ليشغله عن الله طرفة عين ولا له فضل طعام يسأل عنه ولا له ثوب لين.
يا أحمد وجوه الزاهدين مصفرة من تعب الليل وصوم النهار وألسنتهم كلال من ذكر الله تعالى قلوبهم في صدورهم مطعونة من كثرة صمتهم قد أعطوا المجهود في أنفسهم لا من خوف نار ولا من شوق جنة ولكن ينظرون في ملكوت السماوات والأرض فيعلمون ان الله سبحانه أهل للعبادة.
1998 (61) ك 332 ج 2 - محمد بن أحمد الفتال عن روضة الواعظين وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في خطبة طويلة ايها الناس انما الناس ثلاثة زاهد وراغب وصابر فاما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا اتاه ولا يحزن على شئ منها فاته وأما الصابر فيتمناها بقلبه فان أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها واما الراغب فلا يبالى من حل أصابها أم من حرام.
1999 (62) كا 70 ج 5 - عدة من أصحابنا عن يب 327 ج 6 - أحمد بن أبي عبد الله عن الجهم بن الحكم المعاني 251 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله قال حدثني الجهم بن الحكم عن إسماعيل بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليه السلام ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ولا تحريم (بتحريم - معاني)