عن أبيه عن حبه العرني قال بينا أنا ونوف نائمان في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين عليه السلام في بقية من الليل واضعا يده الحائط شبه الواله وهو يقول إن في خلق السماوات والأرض إلى آخر الآية قال ثم جعل يقرء هذه الآيات ويمر شبه الطائر فقال أراقد يا حبة أم رامق قال قلت رامق هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن قال فأرخى عينيه فبكى ثم قال لي يا حبة ان لله موقفا ولنا بين يديه موقف لا يخفى عليه شئ من أعمالنا يا حبة ان الله أقرب إليك والى من حبل الوريد يا حبة انه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ قال ثم قال أراقد يا نوف قال قال لا يا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد ولقد أطلت بكائي هذه الليلة فقال يا نوف ان طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عز وجل قرت غدا عيناك بين يدي الله عز وجل يا نوف انه ليس من قطرة قطرات من عين رجل من خشية الله الا أطفأت بحارا من النيران يا نوف انه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله وأحب في الله وابغض في الله يا نوف من أحب في الله لم يستأثر على محبته ومن أبغض لم ينل مبغضيه خيرا عن ذلك استكملتم حقائق الأيمان ثم وعظهما وذكرهما وقال في أواخره فكونوا من الله على حذر فقد أنذرتكما ثم جعل يمر وهو يقول ليت شعري في غفلاتي أيعرض أنت عنى أم ناظر إلى وليت شعري في طول منامي وقلة شكري في نعمك على ما حالي قال فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر.
2177 (80) وعن نوف قال اشهد لقد رأيته عليه السلام في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض بيده على لحيته يتململ كتململ السليم ويبكى بكاء الحزين.
2178 (81) ك 294 - القطب الراوندي في لب اللباب وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى بروز جهنم يقول يا رب اصرف النار عن أمتي فلا يصرف حتى لحق بكاء العاصين فيرجع أسرع من طرفة عين.
2179 (82) ك 294 ج 2 - القطب الراوندي في لب اللباب وروى ان النار تزفر زفرة يوم القيامة يجثوا الخلائق على ركبهم فيجيئ جبرئيل بقدح