الكلام أفضل عند الله عز وجل قال كثرة ذكره والتضرع اليه ودعاؤه (1) قال فأي القول أصدق قال شهادة أن لا إله إلا الله قال فأي الاعمال أعظم عند الله عز وجل قال التسليم والورع قال فأي الناس أكرم (2) قال من صدق في المواطن.
ثم اقبل عليه السلام على الشيخ فقال يا شيخ ان الله عز وجل خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم فزهدهم فيها وفي حطامها فرغبوا في دار السلام الذي (3) دعاهم اليه (4) وصبروا على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله وكانت خاتمة اعمالهم الشهادة فلقوا الله وهو عنهم راض وعلموا ان الموت سبيل من مضى ومن بقي فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة ولبسوا الخشن وصبروا على القوت (5) وقدموا الفضل وأحبوا في الله عز وجل وابغضوا في الله عز وجل أولئك المصابيح (في الدنيا - المعاني) وأهل النعيم في الآخرة والسلام فقال الشيخ فأين الذهب وأدع الجنة وأنا أراها وارى أهلها معك يا أمير المؤمنين جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك فأعطاه أمير المؤمنين (ع) سلاحا وحمله فكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام يضرب (قدما المعاني) قدما وأمير المؤمنين عليه السلام يعجب مما يصنع فلما اشتدت الحرب أقدم فرسه حتى قتل (رحمة الله عليه - المعاني) وتبعه (6) رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام فوجده صريعا ووجد دابته ووجد سيفه في ذراعه فلما انقضت الحرب أتى أمير المؤمنين عليه السلام بدابته وسلاحه وصلى أمير المؤمنين عليه السلام عليه وقال هذا والله لسعيد (7) حقا فترحموا على أخيكم (8) ك 109