الحمل على إيجاب المودة الثابت في المقامات العديدة الكثيرة من قبل يستلزم تحصيل الحاصل المحال.
(الثالث) إنه يظهر من الأحاديث العديدة المذكور بعضها سابقا والتي سنذكر بعضا آخر منها إن شاء الله تنصيص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام مرارا عديدة، وهذه الأحاديث أخرجها كبار أساطين أهل السنة، فرواية تكرير النص على إمامة علي عليه السلام وتأكيده لا تختص بالشيعة كما لا يخفى على من راجعها.
[8] دعوى أن سبب الخطبة وقوع بعضهم في علي، وجعل ذلك قرينة على إرادة المحبة قوله: " وإن سبب هذه الخطبة - كما روى المؤرخون وأهل السير - يدل بصراحة على أن الغرض إفادة محبة الأمير.
وذلك أن جماعة من الأصحاب الذين كانوا معه في اليمن مثل بريدة الأسلمي وخالد بن الوليد وغيرهما من المشاهير، جعلوا يشكون لدى رجوعهم من الأمير عند النبي " ص " شكايات لا مورد لها، فلما رأى رسول الله " ص " شيوع تلك الأقاويل من الناس، وإنه إن منع بعضهم عن ذلك حمل على شدة علاقته بالأمير ولم يفد في ارتداعهم. لهذا خطب خطبة عامة وافتتح كلامه بنص من القرآن قائلا: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم. يعني: إنه كلما أقوله لكم ناشئ من شفقتي عليكم ورأفتي بكم. وليس الغرض الحماية عن أحد، وليس ناشئا عن فرط المحبة له.
وقد روى محمد بن إسحاق وغيره من أهل السير هذه القصة بالتفصيل ".
أقول: إن هذا الكلام ساقط بوجوه عديدة: