مرتبة عمر بن الخطاب، فبناء على كون عثمان أفضل من علي عليه السلام - معاذ الله من ذلك - تكون مرتبة علي أدنى من مرتبة أبي بكر بمراتب لا تعد ولا تحصى، فيكون لزوم محبته أقل من لزوم محبة أبي بكر بمراتب لا تعد ولا تحصى، وحينئذ فإن صرف هذا الاهتمام البالغ في بيان وجوب المودة المفضولة بهذه الكيفية وترك الاهتمام بالمودة الفاضلة غريب في غاية الغرابة.
لكن هذا الاستغراب لا يكون في صورة تكرير النص أبدا.
ومن الأمور الغريبة أن (الدهلوي) صرح في جواب الاستدلال بآية التطهير " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " بأن إرادة الباري عز وجل إذهاب الرجس عن أهل البيت عليهم السلام وتطهيرهم دليل على عصمة أهل البيت، وقال بأن دعاء النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بإذهاب الرجس في حق أم سلمة تحصيل للحاصل.
وقد غفل (الدهلوي) عن أن الأمة الإسلامية تكرر سورة الفاتحة في كل ليل ونهار عشرة مرات في الأقل، وقد جهل أو تجاهل عن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع حصول الهداية له - وهدايته هو للآلاف المؤلفة - إلى الصراط المستقيم يطلب من الله سبحانه الهداية إلى الصراط المستقيم في كل ليل ونهار خمس مرات في الأقل!! وهل يقول (الدهلوي) أن الهداية لم تحصل له " ص " مع هذا الطلب؟ أو أن طلبه كان عبثا وتحصيلا للحاصل ونعوذ بالله من كل ذلك؟
وأيضا فقد جعل في باب المكائد سؤال سيدنا إبراهيم عليه السلام في ليلة المعراج أن يكون من شيعة علي عليه السلام مع كونه من شيعته منذ نبوته من قبل تحصيل الحاصل، ليتمكن من تكذيب رواية السؤال المذكور من هذا الطريق... فعلى هذا يمتنع حمل حديث الغدير على إيجاب المودة، لأن