نشهد إنا أقبلنا مع رسول الله " ص " من حجة الوداع حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله " ص " فأمر بشجرات فشذبن وألقي عليهن ثوب ثم نادى بالصلاة، فخرجنا فصلينا ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ما أنتم قائلون؟
قالوا: قد بلغت قال: اللهم اشهد - ثلاث مرات - قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون. ثم قال: ألا إن دمائكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم وحرمة شهر كم هذا. أوصيكم بالنساء أوصيكم بالجار أوصيكم بالمماليك أوصيكم بالعدل والاحسان. ثم قال:
أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. نبأني بذلك اللطيف الخبير. وذكر الحديث في قوله " ص " من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال علي: صدقتم وأنا على ذلكم من الشاهدين. أخرجه ابن عقدة من طريق محمد بن كثير عن فطر وأبي الجارود وكلاهما عن أبي الطفيل " (1).
دعاء علي على كتم الشهادة بالغدير هذا ومن الواضح جدا دلالة واقعة المناشدة على أن حديث الغدير يدل على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام وخلافته دلالة تامة، إذ لو كان المراد من حديث الغدير كون علي عليه السلام ناصرا أو محبا أو محبوبا أو نحو ذلك فإن هذه الأوصاف حاصلة لغيره عليه السلام من الصحابة أيضا ولا حاجة إلى المناشدة لأجل إثباتها، بل لم يكن أحد من الناس ينكر حصول هذه الصفات له حتى يحتاج إلى المناشدة والاستشهاد على ثبوتها... بخلاف مسألة الإمامة والخلافة، ولذا نجد في أحاديث