13 - اشتمال الحديث على فرية قبيحة لقد ظهر إلى الآن أن هذا الكلام موضوع على الحسن المثنى وأنه لم يقله قطعا، وقد اشتمل في رواية محب الدين الطبري على فرية أخرى عليه إذ جاء فيه: " ويحكم لو كان نافعا بقرابة رسول الله " ص " بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمه ".
وهذا نص ما ذكره بتمامه: " ذكر ما روي عن الحسن بن الحسن أخي عبد الله بن الحسن أنه قال لرجل ممن يغلو فيهم: ويحكم أحبونا بالله فإن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا. فقال له رجل: انكم ذوو قرابة من رسول الله " ص " وأهل بيته. قال: ويحكم لو كان نافعا بقرابة رسول الله " ص " بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمه، والله إني أخاف أن يضاعف الله للعاصي منا العذاب ضعفين، والله إني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين.
قال: ثم قال: لقد أساءنا آباؤنا وأمهاتنا إن كان ما تقولون من دين الله ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبوا فيه، ونحن كنا أقرب منهم قرابة منكم وأوجب عليهم وأحق أن يرغبونا فيه منكم، ولو كان الأمر كما تقولون إن الله جل وعلا ورسوله " ص " اختار عليا لهذا الأمر وللقيام على الناس بعده فإن عليا أعظم الناس خطيئة وجرما، إذ ترك أمر رسول الله " ص " أن يقوم فيه كما أمره ويعذر إلى الناس فقال له الرافضي: ألم يقل النبي " ص " لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال: أما والله لو يعني رسول الله " ص " بذلك الأمر والسلطان والقيام على الناس لا فصح كما أفصح بالصلاة والزكاة والصيام والحج، ولقال أيها الناس إن هذا الولي بعدي فاسمعوا وأطيعوا.