خلاصة عبقات الأنوار - السيد حامد النقوي - ج ٩ - الصفحة ٣٠
المخالفين سنة من سنن الأوصياء والمرسلين في بعض الأحايين، ومن راجع سيرة نبينا صلى الله عليه وآله ووقف على موارد عديدة من هذا القبيل ونحن ننقل هنا بعض أمثلة ذلك:
فمن ذلك دعاؤه صلى الله عليه وآله وسلم على المنافقين الذين أرادوا به سوءا في ليلة العقبة، قال الحلبي: " فلما أصبح رسول الله " ص " جاء إليه أسيد ابن حضير فقال يا رسول الله ما منعك البارحة من سلوك الوادي، فقد كان أسهل من سلوك العقبة، فقال أتدري ما أراد المنافقون وذكر له القصة، فقال: يا رسول الله قد نزل الناس واجتمعوا فمر كل بطن أن يقتل الرجل الذي هم بهذا فإن أحببت بين بأسمائهم والذي بعثك بالحق لا أبرح حتى آتيك برؤوسهم، فقال " ص ":
إني أكره أن يقول الناس أن محمدا قاتل بقوم حتى أظهر الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم، فقال يا رسول الله هؤلاء ليسوا بأصحاب فقال رسول الله " ص " أليس يظهرون الشهادة، ثم جمعهم رسول الله " ص " وأخبرهم بما قالوه وما أجمعوا عليه، فحلفوا بالله ما قالوا ولا أرادوا الذي ذكر فأنزل الله تعالى " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر " الآية. وأنزل الله تعالى " وهموا بما لم ينالوا.
ودعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال اللهم ارمهم بالدبيلة وهي سراج من نار يظهر بين أكتافهم حتى ينجم من صدورهم انتهى. أي: وفي لفظ شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلكه " (1).
ومن ذلك دعاؤه صلى الله عليه وآله وسلم على من قطع صلاته. قال الحلبي: " وفي الامتاع أن النبي " ص " وهو بتبوك صلى إلى نخلة فجاء شخص فمر بينه وبين تلك النخلة بنفسه، وفي رواية وهو على حمار، فدعا عليه " ص "

(١) السيرة الحلبية ٣ / 121 في غزوة تبوك.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست