من كنت مولاه فعلي مولاه اعتذر بالنسيان فقال: اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض لا تواريه العمامة، فبرص وجهه فسدل بعد ذلك برقعا على وجهه... " (1).
وفي رواية البلاذري: " قال علي على المنبر: انشد [نشدت] الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم اللهم وال من والاه وعاد من عاداه إلا قام فشهد وتحت المنبر أنس بن مالك والبراء بن عازب وجرير بن عبد الله [البجلي] فأعادها فلم يجبه أحد. فقال: اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها. قال:
فبرص أنس وعمي البراء ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته فأتى السراة فمات في بيت أمه بالسراة " (2).
وذكر الحافظ أبو نعيم بترجمة أبي محمد طلحة بن مصرف - الذي وصفه بالورع الكلف القاري الدنف أبو محمد طلحة بن مصرف كان ذا صدق ووفاء وخلق وصفاء -: " حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن إبراهيم بن كيان ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف عن عميرة ابن سعد قال: شهدت عليا على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله " ص " وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر وعلي على المنبر وحول المنبر اثنا عشر رجلا هؤلاء منهم. فقال علي نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله " ص " يقول من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلهم فقالوا: اللهم نعم، وقعد رجل، فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت. فقال:
اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن. قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء