معاوية ويزيد وأتباعهم وأشياعهم من سائر النواصب الذين جهدوا في عداوة العترة النبوية والسلالة العلوية.
ومنها - قوله: أخذ بيده ورفعها وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، والمولى إذا أطلق من غير قرينة فهم منه أنه المالك للتصرف، وإذا كان في الأصل يستعمل لمعان عديدة: منها المالك للتصرف، ولهذا إذا قيل: هذا مولى القوم سبق الأفهام أنه المالك المتصرف في أمورهم. ومنها: الناصر، قال تعالى: ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم. ومنها: ابن العم قال الله تعالى: وإني خفت الموالي من ورائي. أراد بني العم بعدي. ومنها بمعنى المعتق والمعتق، ومنها بمعنى الأولى قال تعالى: مأواكم النار هي مولاكم.
أي أولى بكم وبعذابكم.
وبعد فلو لم يكن السابق إلى الأفهام من لفظة مولى السابق المالك للتصرف لكانت منسوبة إلى المعاني كلها على سواء، وحملناها عليها جميعا إلا ما يتعذر في حقه عليه السلام، من المعتق والمعتق، فيدخل في ذلك المالك للتصرف والأولى المفيد ملك التصرف على الأمة، وإذا كان أولى بالمؤمنين من أنفسهم كان إماما، وتفصيل ذلك مودع في موضعه.
ومنها - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت وليه فهذا وليه، والولي المالك للتصرف بالسبق إلى الفهم وإن استعمل في غيره، وعلى هذا قال صلى الله عليه وآله وسلم: السلطان ولي من لا ولي له. يريد ملك التصرف في عقد النكاح، يعني أن الإمام له الولاية فيه حيث لا عصبة. ثم لو سلمنا احتمال الولي لغير ما ذكرناه على حده فهو كذلك يجب حمله على الجميع بناءا على أن كل لفظة احتملت معنيين بطريقة الحقيقة فإنها يجب حملها عليهما أجمع إذا لم يدل دليل على التخصيص.