بطل ما قد عملتم؟ قال عمر: فما الحيلة؟ قال زيد أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر: ما حيلة دون أن نقتله ونستريح منه، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد، فلم يقدر على ذلك وقد مضى شرح ذلك فلما استخلف عمر سأل عليا عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه، فقال علي عليه السلام: هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به، إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي، فقال عمر: فهل وقت لا ظهاره معلوم؟ قال علي عليه السلام: نعم إذا أقام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة عليه (1).
3 - الإحتجاج: في خبر من ادعى التناقض في القرآن: قال أمير المؤمنين عليه السلام: وأما هفوات الأنبياء، وما بينه الله في كتابه ووقوع الكناية عن أسماء من اجترم أعظم مما اجترمته الأنبياء ممن شهد الكتاب بظلمهم، فان ذلك من أدل الدلايل على حكمة الله عز وجل الباهرة، وقدرته القاهرة، وعزته الظاهرة، لأنه علم أن براهين الأنبياء عليهم السلام تكبر في صدور أممهم، وأن منهم يتخذ بعضهم إلها كالذي كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي تفرد به عز وجل، ألم تسمع إلى قوله في صفة عيسى، حيث قال فيه وفي أمه: " كانا يأكلان الطعام " (2) يعني أن من أكل الطعام كان له ثفل، ومن كان له ثفل فهو بعيد مما ادعته النصارى لا بن مريم، ولم يكن عن أسماء الأنبياء تجبرا وتعززا بل تعريفا لأهل الاستبصار، إن الكناية عن أسماء ذوي الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى وإنها من فعل المغيرين والمبدلين، الذين جعلوا القرآن عضين، واعتاضوا الدنيا من الدين.
وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله: " فويل للذين يكتبون الكتاب