هذا آخر العهد مني ومنكم، فما دمت حيا فقد تروني، فإذا مت فالله حليفتي على كل مؤمن ومؤمنة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فابتدر إليه رهط من الأنصار قبل أن ينزل من المنبر وكلهم قالوا: يا رسول الله ونحن جعلنا الله فداك بأبي أنت وأمي ونفسي لك الفداء يا رسول الله صلى الله عليه وآله من يقوم لهذه الشدائد، وكيف العيس بعد هذا اليوم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وأنتم فداكم أبي وأمي إني قد نازلت ربي عز وجل في أمتي فقال لي: باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور، ثم أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: إنه من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال: وإن السنة لكثيرة، من تاب قبل أن يموت بشهر تاب الله عليه ثم قال: وشهر كثير، من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه ثم قال: وجمعة كثيرة، من تاب قبل أن يموت بيوم تاب الله عليه ثم قال:
ويوم كثير، من تاب الله قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه ثم قال: وإن الساعة لكثيرة، من تاب وقد بلغت نفسه هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - تاب الله عز وجل عليه، قال: ثم نزل. فكانت آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله حتى لحق بالله عز وجل (1).