النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى عليه السلام، عن السياري، عن نسيم خادم أبي محمد عليه السلام قالت: قال لي صاحب الزمان عليه السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده، فقال لي: يرحمك الله، قالت نسيم: ففرحت بذلك، فقال لي عليه السلام: ألا أبشرك في العطاس؟ فقلت: بلى، قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام (1).
13 - فقه الرضا (ع): واعلم أن علة العطاس هي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على عبده بنعمة فنسي أن يشكر عليها سلط عليه ريحا تدور في بدنه، فتخرج من خياشيمه فيحمد الله على تلك العطسة، فيجعل ذلك الحمد شكرا لتلك النعمة، وما عطس عاطس إلا هضم له طعامه، أو يتجشى (2) إلا مرئ طعامه، فإذا عطست فاجعل سبابتك على قصبة أنفك، ثم قل: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم، رغم أنفي لله داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستكبر، فإنه من قال هذه الكلمات عند عطسته خرج من أنفه دابة أكبر من البق وأصغر من الذباب فلا يزال في الهوى إلى أن يصير تحت العرش ويسبح لصاحبها إلى يوم القيامة.
وإذا عطس أخوك فسمته وقل: يرحمك الله، وإذا سمتك أخوك فرد عليه وقل: يغفر الله لنا ولك، هذا إذا عطس مرة أو مرتين أو ثلاثا فإذا زاد على ثلاثة فقل: شفاك الله، فان ذلك من علة وداء في رأسه ودماغه، ومن عطس ولم يسمت سمته سبعون ألف ملك، فسمت أخاك إذا سمعته يحمد الله ويصلى على النبي صلى الله عليه وآله فإن لم تستمع ذلك منه فلا تسمته، وإذا سمعت عطسة فاحمد الله، وإن كنت في صلاتك أو كان بينك وبين العاطس أرض أو بحر، ومن سبق العاطس إلى حمد الله أمن الصداع، وإذا سمت فقل: يرحمك الله، وللمنافق: يرحمكم الله، تريد بذلك الملائكة الموكلين به، وتقول للمرأة: عافاك الله، وللمريض: شفاك الله، وللمغموم