ما منزلة أمير جائر معتد لم يصلح لرعيته ولم يقم فيهم بأمر الله تعالى؟ قال: هو رابع أربعة من أشد الناس عذابا يوم القيامة: إبليس، وفرعون، وقاتل النفس ورابعهم الأمير الجاير.
ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض فلم يقرضه حرم الله عليه الجنة يوم الجزي المحسنين.
ومن صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله بكل مرة يصبر عليها من الثواب مثل ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج، فان ماتت قبل أن تعينه وقبل أن يرضى عنها حشرت يوم القيامة منكوسة مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
ومن كانت له امرأة لم توافقه ولم تصبر على ما رزقه الله عز وجل وشقت عليه وحملته ما لم يقدر عليه يقبل الله منها حسنة تتقى بها النار، وغضب الله عليها ما دامت كذلك.
ومن أكرم أخاه فإنما يكرم الله فما ظنكم بمن يكرم الله أن يفعل به ومن تولى عرافة قوم ولم يحسن فيهم حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة وحشر ويده مغلولة إلى عنقه، فإن كان قام فيهم بأمر الله عز وجل أطلقها الله، وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم سبعين خريفا.
ومن لم يحكم بما أنزل الله كان كمن شهد شهادة زور، ويقذف به في النار ويعذب بعذاب شاهد الزور، ومن كان ذا وجهين ولسانين كان ذا وجهين ولسانين يوم القيامة، ومن مشى في صلح بين اثنين صلى عليه ملائكة الله حتى يرجع وأعطي أجر ليلة القدر، ومن مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الاجر مكتوب عليه لعنة الله حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب.
ومن مشي في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله، ومن مشى في عيب أخيه فكشف عورته كانت أول خطوة خطاها ووضعها في جهنم، وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق، ومن مشى إلى ذي قرابة وذي رحم يسأل به أعطاه.