وقال المسيح عليه السلام: مثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان: إن ارضى إحداهما أسخطت الأخرى.
وقيل للنبي صلى الله عليه وآله: كيف يكون الرجل في الدنيا؟ قال: كما تمر القافلة قيل: فكم القرار فيها؟ قال: كقدر المتخلف عن القافلة، قال: فكم ما بين الدنيا والآخرة؟ قال: غمضة عين، قال الله عز وجل " كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار " (1) الآية.
قال النبي صلى الله عليه وآله: الدنيا حلم المنام، أهلها عليها مجازون معاقبون.
وقيل: إن النبي صلى الله عليه وآله مر على سخلة منبوذة على ظهر الطريق، فقال:
أترون هذه هينة على أهلها، فوالله الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها.
وقال صلى الله عليه وآله: الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له، وشهواتها يطلب من لا فهم له، وعليها يعادي من لا علم له، وعليها يحسد من لا فقه له، ولها يسعى من لا يقين له.
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ " أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه " (2) فقال: إن النور إذا وقع في القلب انفسح له وانشرح، قالوا: يا رسول الله فهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت، قبل نزول الموت.
قال صلى الله عليه وآله لابن عمر: كن كأنك غريب أو عابر سبيل، واعدد نفسك مع الموتى.
111 - تنبيه الخاطر (3): كان الحسن بن علي عليهما السلام كثيرا ما يتمثل:
يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها * إن اغترارا بظل زائل حمق وقال النبي صلى الله عليه وآله: الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له، ويطلب شهواتها من لافهم له، وعليها يعادي من لا علم له