والأقسام والعزائم بما لا يفهم معناه ويضر بالغير فعله. ومن السحر الاستخدام للملائكة والجن واستنزال الشياطين في كشف الغائب وعلاج المصاب، ومنه الاستحضار بتلبيس الروح ببدن منفعل كالصبي والمرأة وكشف الغائب عن لسانه.
ومنه النيرنجات، وهي إظهار غرائب خواص الامتزاجات وأسرار النيرين.
وتلحق به الطلسمات، وهي تمزيج القوى العالية الفاعلة بالقوى السافلة المنفعلة، ليحدث عنها فعل غريب. فعمل هذا كله والتكسب به حرام، والأكثر على أنه لا حقيقة له، بل هو تخييل، وقيل: أكثره تخييل، وبعضه حقيقي، لأنه تعالى وصفه بالعظمة في سحرة فرعون، ومن التخييل إحداث خيالات لا وجود لها في الحس المشترك للتأثير في شئ آخر، وربما ظهر إلى الحس.
وتلحق به الشعبذة، وهي الأفعال العجيبة المرتبة على سرعة اليد بالحركة، فيلبس على الحس، وقيل: الطلسمات كانت معجزات للأنبياء.
وأما الكيمياء فيحرم المسمى بالتكليس بالزيبق والكبريت والزاج والتصدية وبالشعر والبيض والمرار والأدهان كما تفعله الجهال، أما سلب الجواهر خواصها.
وإفادتها خواص أخرى بالدواء المسمى بالإكسير أو بالنار الملينة الموقدة على أصل الفلزات أو لمراعاة نسبها في الحجم والوزن، فهذا مما لا يعلم صحته، وتجنب ذلك كله أولى وأحرى (1).
وقال الشهيد الثاني - رفع الله مقامه -: السحر هو كلام أو كتابة أو رقية أو أقسام وعزائم ونحوها يحدث بسببها ضرر على الغير، ومنه عقد الرجل عن زوجته بحيث لا يقدر على وطيها، وإلقاء البغضاء بينهما، ومنه استخدام الملائكة والجن واستنزال الشياطين في كشف الغائبات وعلاج المصاب، واستحضارهم وتلبسهم ببدن صبي أو امرأة وكشف الغائب على لسانه، فتعلم ذلك وأشباهه وعمله وتعليمه كله حرام والتكسب به سحت، ويقتل مستحله. ولو تعلمه ليتوقى به أو ليدفع به المتنبي بالسحر فالظاهر جوازه، وربما وجب على الكفاية كما هو خيرة الدروس، ويجوز