وخلوا سبيله، فاني سمعت رسول الله قال: من تزيى بغير زيه فدمه هدر، فجاؤوا بي إلى هذا المكان وخلوا سبيلي (1).
117 - وأقول: وجدت في كتاب أخبار الجن للشيخ مسلم بن محمود من قدماء المخالفين روى بإسناده عن دعبل بن علي الخزاعي قال: هربت من الخليفة المعتصم فبت ليلة بنيسابور وحدي وعزمت على أن أعمل قصيدة في عبد الله بن طاهر في تلك الليلة، وإني لفي ذلك إذ سمعت والباب مردود علي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألج، يرحمك الله، فاقشعر بدني من ذلك ونالني أمر عظيم، فقال: لا ترع عافاك الله فاني رجل من الجن إخوانك ثم من ساكني اليمن، طرا إلينا طار من أهل العراق وأنشدنا قصيدتك وأحببت أن أسمعها منك فأنشدته.
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات أناس علي الخير منهم وجعفر * وحمزة والسجاد ذو الثفنات إذا فخروا يوما أتوا بمحمد * وجبريل والفرقان والسورات فأنشدته إلى آخرها، فبكى حتى خر مغشيا عليه ثم قال: رحمك الله ألا أحدثك حديثا يزيد في نيتك ويعينك على التمسك بمذهبك؟ قلت: بلى قال: مكثت حينا أسمع بذكر جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله فصرت إلى المدينة فسمعته يقول: حدثني أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: علي وأهل بيته الفائزون، ثم ودعني لينصرف فقلت: رحمك الله إن رأيت أن تخبرني باسمك، قال: أنا ظبيان بن عامر.
118 - ومنه: عن المفضل قال: ركبنا في بحر الخزر حتى إذا كنا غير بعيد لجج مركبنا وساقته الشمال شهرا في اللجة ثم انكسر بنا فوقعت أنا ورجل من قريش إلى جزيرة من جزائر البحر ليس بها أنيس، فجعلنا نطمع في الحياة وأشرفنا على هوة فإذا بشيخ مستند إلى شجرة عظيمة، فلما رآنا تحسحس وأناف إلينا ففزعنا منه فدنونا فقلنا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فآنسنا به وجلسنا إليه فقال: ما خطبكما؟