الإضافة إليه لان الثمر مخلوقه " وما عملته أيديهم " عطف على الثمر، والمراد ما يتخذ منه العصير والدبس ونحوهما، وقيل: " ما " نافية، والمراد أن الثمر بخلق الله لا بفعلهم " أفلا يشكرون " أمر بالشكر من حيث إنه إنكار لتركه. " خلق الأزواج كلها " أي الأنواع والأصناف " مما تنبت الأرض " من النبات والشجر " ومن أنفسهم " الذكر والأنثى " ومما لا يعلمون " أي وأزواجا مما لم يطلعهم الله عليه ولم يجعل لهم طريقا إلى معرفته.
" ترى الأرض خاشعة " أي يابسة متطأمنة، مستعار من الخشوع بمعنى التذلل " اهتزت " أي تحركت بالنبات " وربت " أي انتفخت وارتفعت قبل أن تنبت، وقيل اهتزت بالنبات وربت بكثرة ريعها. " وما بث " عطف على السماوات أو الخلق " من دابة " قيل: أي من حي على إطلاق اسم السبب على المسبب، أو مما يدب على الأرض وما يكون في أحد الشيئين يصدق أنه فيهما في الجملة " إذا يشاء " أي في أي وقت يشاء " قدير " متمكن منه.
" وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا " بأن خلقها نافعة لكم " منه " حال من " ما " أي سخر هذه الأشياء كائنة منه، أو خبر لمحذوف أي هي جميعا منه، أو لما في السماوات و " سخر لكم " تكرير للتأكيد، أو لما في الأرض. " من كل زوج بهيج " أي من كل صنف حسن " لكل عبد منيب " أي راجع إلى ربه متفكر في بدائع صنعه.
" والأرض فرشناها " أي مهدناها ليستقروا عليها " فنعم الماهدون " أي نحن " ومن كل خلقنا زوجين " أي نوعين " لعلكم تذكرون " فتعلموا أن التعدد من خواص الممكنات وأن الواجب بالذات لا يقبل الانقسام والتعدد. وروي عن الرضا عليه السلام في خطبة طويلة قد تقدم في كتاب التوحيد مشروحا: وبمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة واليبس بالبلل، والخشن باللين، والصرد بالحرور، مؤلفا بين متعادياتها، مفرقا بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها، وذلك قوله " ومن كل