3 - شرح النهج لابن ميثم: قال لما فرغ أمير المؤمنين عليه السلام من حرب الجمل خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله واستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، ثم قال: يا أهل البصرة -! يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله تمام الرابعة! - وساق الخطبة كما مر في كتاب الفتن وسيأتي إلى قوله عليه السلام - سخر لكم الماء يغدو عليكم ويروح صلاحا لمعاشكم والبحر سببا لكثرة أموالكم.
بيان: قوله عليه السلام: " الماء يغدو عليكم ويروح " إشارة إلى المد والجزر.
وقوله " صلاحا لمعاشكم " إلى فائدتهما، إذ لو كان الماء دائما على حد النقصان ولم يصل إلى حد المد لما سقي زروعهم ونخيلهم، ولو كان دائما على حد الزيادة لغرقت أراضيهم بأنهارهم، وفي نقص الأنهار بعد زيادتها فائدة أخرى، هي غسل الأقذار وإزالة الخبائث عن شطوطها، وربما كان فيهما فوائد أخرى كتأثيرهما في حركة السفن و نحو ذلك.
4 - إعلام الورى: بإسناده عن الكليني، عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله ابن القاسم. عن حيان السراج، عن داود بن سليمان الكسائي، (1) عن أبي الطفيل قال: سأل في أول خلافة عمر يهودي من أولاد هارون أمير المؤمنين عليه السلام عن أول قطرة قطرت على وجه الأرض (2)، وأول عين فاضت على وجه الأرض، (3) وأول شجر اهتز على وجه الأرض. (4) فقال عليه السلام يا هاروني أما أنتم فتقولون: أول قطرة قطرت على وجه الأرض حيث قتل أحد ابني آدم صاحبه وليس كذلك ولكنه حيث طمثت حواء وذلك قبل أن تلد ابنيها، وأما أنتم فتقولون أول عين فاضت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس، وليس هو كذلك ولكنها