بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ١٢٣
(الذي ابتدع الخلق) الابتداع: الانشاء والاحداث، ومثال الشئ بالكسر صورته وصفته ومقداره، و (امتثله) أي تبعه ولم يتجاوز عنه، و (احتذى عليه) أي اقتدى به. وقوله (من خالق) متعلق بمحذوف [و] هو صفة لمقدار أو لمثال أيضا كناشئ، والمراد بنفي امتثال المثال أنه لم يمثل لنفسه مثالا قبل شروعه في خلق العالم ليخلق العالم على هيئته، وبنفي احتذاء المقدار أنه لم يقتد بخالق كان قبله، فالظرف صفة للمقدار فقط. ويحتمل أن يكون الثاني كالتأكيد للأول فالظرف صفة للمثال والمقدار معا، ويكون المراد بالأول نفي الاقتداء بالغير في التصوير، وبالثاني في التقدير، أو يكون المراد بالمثال ما يرتسم في الخيال من صورة المصنوع وهيئته، ولم يكن على حذو فعل فاعل آخر لتنزهه عن الصور والخواطر، فالظرف صفة لمقدار. ووصف الخالق بالمعبود لأنه من لوازمه، أو لأنه لو كان كذلك لكان هو المعبود.
(والمسالك) بالكسر ما يمسك به، وفيه دلالة على احتياج الباقي في بقائه إلى المؤثر. وقوله (ما دلنا) مفعول ثان لأرانا، واضطرار قيام الحجة عبارة عن إفادتها العلم القطعي بعد تحقيق الشروط وارتفاع الموانع، والظرف في قوله (على معرفته) متعلق بقوله (دلنا) وأعلام الحكمة ما يدل عليها، والضمير في قوله (فحجته) يحتمل عوده إلى الخلق الصامت، كالضمير في (دلالته) أو إلى الله سبحانه (فأشهد) وفي بعض النسخ بالواو (بتباين) المشبه به في الحقيقة هو الخلق، وإنما ادخل الباء على التباين تنبيها على وجه الخطاء في التشبيه، والتلاحم: التلاصق.
و (الحقاق) بالكسر جمع (حقة) بالضم وهي في الأصل وعاء من خشب، وحقاق المفاصل النقر التي ترتكز فيها العظام، واحتجابها استتارها بالجلد واللحم. وقوله (لتدبير) متعلق بالمحتجبة أي المستورة للتدبير الذي اقتضته الحكمة. قيل: ومن حكمة احتجابها أنها لو خلقت ظاهرة ليبست رباطاتها فيتعذر تصرف الحيوان وكانت معرضة للآفات أو بالتباين والتلاحم. وقال بعض شارحي النهج: ومن روى
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376