بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ١٢٧
امتياز الأنواع والاشخاص بعضها عن بعض.
أقول: ويحتمل أن يكون المراد بالحدود حدود أمكنتها كمكان العناصر فإن لكل منها حدا لا تتجاوزه: ولعله أنسب بما بعده.
(ولاءم) أي جمع (بين متضاداتها) كجمع العناصر المتبائنة في الكيفيات والصفات لحصول المزاج، وكالألفة بين الروح والبدن.
(ووصل أسباب قرائنها) السبب في الأصل الحبل، ويقال لكل ما يتوصل به إلى شئ، و (القرينة) فعلية بمعنى مفعولة، وقرائن الأشياء ما اقترن منها بعضها ببعض، ووصل أسبابها ملزوم لاتصالها. وقال ابن ميثم: القرائن النفوس المقرونة بالأبدان، واعتدال المزاج بسبب بقاء الروح، أي وصل أسباب أنفسها بتعديل أمزجتها، والمراد بالأجناس هنا أعم مما هو مصطلح المنطقيين، وكذا المراد بالحدود غير ما هو المعروف عندهم، وإن كان المقام لا يأباهما.
والغرائز: الطبائع والقوى النفسانية، و (البدايا) جمع (بداية) وهي الحالة العجيبة، يقال: أبدأ الرجل إذا أتى بالأمر المعجب و (البديئة) أيضا الحالة المبتدأة المبتكرة، أي عجائب مخلوقات، أو مخلوقات مبتدأة بلا اقتضاء مثال، وهو خبر مبتدأ محذوف أي: هي بدايا. و (الفطر) الابتداء والاختراع، و (الابتداع) كالتفسير له، و (نظم) أي جمع. و (ألف بلا تعليق) أي من غير أن يعلق بعضها ببعض بخيط أو نحوه. و (رهوات فرجها) الرهوة: المكان المرتفع والمنخفض أيضا، فنظمها تسويتها. وقال في النهاية: في حديث علي (1): (ونظم رهوات فرجها) أي المواضع المنفتحة منها (2). وهو مأخوذ من قولهم (رها رجليه رهوا) أي فتح، وفيه دلالة على أن السماء كانت ذات فرج وصدوع فنظمها سبحانه، وهو مناسب لما مر من أن مادتها الدخان المرتفع من الماء، إذ مثل ذلك تكون قطعا وذات فرج.

(١) في المصدر: وفي حديث علي رضي الله عنه يصف السماء..
(٢) النهاية: ج 2، ص 116.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376