بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٣٠٩
لذا أنكر وجوده جماعة.
وقيل: أول المخلوقات النار. كما مر، وقد مر (في) بعض الأخبار أن أول ما خلق الله النور، وفي بعضها نور النبي صلى الله عليه وآله وفي بعضها نوره مع أنوار الأئمة عليهم السلام وفي بعض الأخبار العامية عن الني صلى الله عليه وآله أول ما خلق الله روحي فيمكن أن يكون المراد بالجميع واحدا، ويكون خلق الأرواح قبل خلق الماء وسائر الأجسام، وتكون أولية الماء بالنسبة إلى العناصر والأفلاك، فإن بعض الأخبار يدل على تقدم خلق الملائكة على خلق العناصر والأفلاك كما مر، و دلت الأخبار الكثيرة على تقدم خلق أرواحهم وأنوارهم عليهم السلام على كل شئ.
وروى الكليني وغيره بأسانيدهم الكثيرة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
إن الله خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره (الخبر) (1) وهذا لا يدل على تقدم العقل على جميع الموجودات، بل على خلق الروحانيين، ويمكن أن يكون خلقها متأخرا عن خلق الماء والهواء، وأما خبر (أول ما خلق الله العقل) فلم أجده في طرقنا، وإنما هو في طرق العامة، وعلى تقديره يمكن أن يراد به نفس الرسول صلى الله عليه وآله لأنه أحد إطلاقات العقل، على أنه يمكن حمل العقل على التقدير في بعض تلك الأخبار، كما هو أحد معانيه، وكذا حديث (أول ما خلق الله القلم) يمكن حمله على الأولية الإضافية بالنسبة إلى جنسه من الملائكة، أو بعض المخلوقات كما يدل عليه خبر عبد الرحيم القصير الآتي في بابه.
(فائدة جليلة) اعلم أنه أورد إشكال في آيات سورة السجدة، حيث ظاهرها كون خلق السماوات والأرض وما بينهما في ثمانية أيام، مع أن سائر الآيات تدل على خلقها في ستة أيام والثاني ظاهر، والأول لأنه قال سبحانه أولا (خلق الأرض

(١) الكافي: ج ١، ص 21.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376