لذا أنكر وجوده جماعة.
وقيل: أول المخلوقات النار. كما مر، وقد مر (في) بعض الأخبار أن أول ما خلق الله النور، وفي بعضها نور النبي صلى الله عليه وآله وفي بعضها نوره مع أنوار الأئمة عليهم السلام وفي بعض الأخبار العامية عن الني صلى الله عليه وآله أول ما خلق الله روحي فيمكن أن يكون المراد بالجميع واحدا، ويكون خلق الأرواح قبل خلق الماء وسائر الأجسام، وتكون أولية الماء بالنسبة إلى العناصر والأفلاك، فإن بعض الأخبار يدل على تقدم خلق الملائكة على خلق العناصر والأفلاك كما مر، و دلت الأخبار الكثيرة على تقدم خلق أرواحهم وأنوارهم عليهم السلام على كل شئ.
وروى الكليني وغيره بأسانيدهم الكثيرة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
إن الله خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره (الخبر) (1) وهذا لا يدل على تقدم العقل على جميع الموجودات، بل على خلق الروحانيين، ويمكن أن يكون خلقها متأخرا عن خلق الماء والهواء، وأما خبر (أول ما خلق الله العقل) فلم أجده في طرقنا، وإنما هو في طرق العامة، وعلى تقديره يمكن أن يراد به نفس الرسول صلى الله عليه وآله لأنه أحد إطلاقات العقل، على أنه يمكن حمل العقل على التقدير في بعض تلك الأخبار، كما هو أحد معانيه، وكذا حديث (أول ما خلق الله القلم) يمكن حمله على الأولية الإضافية بالنسبة إلى جنسه من الملائكة، أو بعض المخلوقات كما يدل عليه خبر عبد الرحيم القصير الآتي في بابه.
(فائدة جليلة) اعلم أنه أورد إشكال في آيات سورة السجدة، حيث ظاهرها كون خلق السماوات والأرض وما بينهما في ثمانية أيام، مع أن سائر الآيات تدل على خلقها في ستة أيام والثاني ظاهر، والأول لأنه قال سبحانه أولا (خلق الأرض