بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ١٢٥
وقيل: التناهي في العقل هو أن يدرك العقل الشئ مرسما في القوى الجزئية وهي مهاب الفكر التي ترتسم فيها الصور وتزول، كالريح الهابة تمر بشئ. وقيل:
مهاب الفكر جهاتها. و (رويات الخواطر) ما يخطر بالبال بالنظر والفكر، و (المحدود) المحاط بالحدود، والمراد بالحدود ما يلزم الإحاطة التامة، أو الصفات والكيفيات التي لا يتعداها المعلوم. و (المصرف) القابل للتغير والحركة أو المحكوم عليه بالتجزئة والتحليل والتركيب.
(قدر ما خلق فأحكم تقديره) أي جعل لكل شئ مقدارا مخصوصا بحسب الحكمة، أو هيأ كل شئ لما أراد منه من الخصائص والأفعال، أو قدره للبقاء إلى أجل معلوم (فأحكم) أي أتقن، والتدبير في الامر: النظر إلى ما تؤول إليه عاقبته (فألطف تدبيره) أي أعمل فيه تدبيرات دقيقة لطيفة، أو كانت تدبيراته مقرونة باللطف والرفق والرحمة على عباده. (ووجهه لوجهته) أي جعل كلا منها مهيأة وميسرة لما خلق له كالحبوب للأكل والدواب للركوب، وكل صنف من الانسان لأمر من الأمور المصلحة للنظام. ويحتمل أن يكون إشارة إلى أمكنتها، والأول أعم وأظهر، و (الوجهة) بالكسر الناحية وكل أمر استقبلته. وقصر السهم عن الهدف إذا لم يبلغه، وقصرت عن الشئ أي عجزت عنه، واستصعب الامر علينا أي صعب والصعب: غير المنقاد، ومضى الشئ مضيا ومضوا أي نفذ ولم يمتنع، و (صدر) كعقد رجع وانصرف كرجوع الشاربة عن الماء والمسافرين عن مقصدهم، ولما كانت الأمور لامكانها محتاجة في الوجود إلى مشيته فكأنما توجهت إليها فرجعت فائزة بمقصدها، و (المشية) الإرادة، وأصلها المشيئة بالهمز.
(آل إليها) أي رجع، والغريزة الطبيعة (1)، وقريحة الغريزة ما يستنبطه الذهن، وقيل: قوة الفكر للعقل. (أضمر عليها) أي أخفاه في نفسه محتويا عليها و (التجربة) الاختبار مرة بعد أخرى. ويقال: (أفدته مالا) أي أعطيته

(1) في بعض النسخ: الطبع.
(١٢٥)
مفاتيح البحث: يوم عاشوراء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376