قال: هو يوم مجموع له الناس، وذلك يوم مشهود، ويوم شاهد ومشهود. قال:
فالسبت؟ قال: يوم مسبوت، وذلك قوله عز وجل في القرآن (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) فمن الأحد إلى الجمعة ستة أيام والسبت معطل (الخبر) (1).
بيان: قال في القاموس: السبت الراحة والقطع. وقال في النهاية: قيل:
سمي يوم السبت لان الله تعالى خلق العالم في ستة أيام آخرها الجمعة، وانقطع العمل فسمي يوم السابع يوم السبت.
53 - الاحتجاج: عن هشام بن الحكم، قال: سأل الزنديق أبا عبد الله عليه السلام فقال: من أي شئ خلق الله الأشياء؟ قال عليه السلام: من لا شئ قال: فكيف يجيئ من لا شئ شئ؟ قال عليه السلام: إن الأشياء لا تخلو أن تكون خلقت من شئ أو من غير شئ فإن كان خلقت من شئ كان معه فإن ذلك الشئ قديم، والقديم لا يكون حديثا ولا يفنى ولا يتغير، ولا يخلو ذلك الشئ من أن يكون جوهرا واحدا ولونا واحدا فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتى؟ ومن أين جاء الموت إن كان الشئ الذي أنشئت منه الأشياء حيا؟ و (2) من أين جاءت الحياة إن كان ذلك الشئ ميتا؟ ولا يجوز أن يكون من حي وميت قديمين لم يزالا، لان الحي لا يجئ منه ميت وهو لم يزل حيا ولا يجوز أيضا أن يكون الميت قديما لم يزل بما نسبوا (3) من الموت، لان الميت لا قدرة له فلا بقاء (4). قال: فمن أين قالوا إن الأشياء أزلية؟ قال: هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء فكذبوا الرسل ومقالتهم، والأنبياء وما أنبأوا عنه