بها الأرواح في حال النوم وشبهه من الأحوال التي يضعف تعلفها بالأجساد الأصلية فيسير بها في عوالم الملك والملكوت، ولا أستبعد في الأرواح القوية تعلقها بالأجساد المثالية الكثيرة، وتصرفها في جميعها في حالة واحدة، فلا يستبعد حضورهم في آن واحد عند جميع كثير من المحتضرين وغيرهم، لكن على وجه لا ينافي القواعد العقلية والقوانين الشرعية، وهذا المقام لا يسع لبسط القول فيها، وبعض العقول القاصرة عن درك الحقائق الخفية ربما لم يحتملها، فلذا طويناها على غرها، والله الموفق لنيل غوامض الدقائق وسرها.
(باب) * (أنه لم سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة) * 1 - العلل: عن علي بن أحمد بن (1) محمد، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، بإسناده رفعه قال: أتى علي بن أبي طالب عليه السلام يهودي فسأله عن مسائل، فكان فيما يسأله (2) لم سميت الدنيا دنيا؟ ولم سميت الآخرة آخرة، فقال عليه السلام:
إنما سميت الدنيا دنيا لأنها أدنى من كل شئ، وسميت الآخرة آخرة لان فيها الجزاء والثواب (3).