بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ١٢٠
(فانظر أيها السائل الخ) الايتمام: الاقتداء، والأثر بالتحريك: نقل الحديث وروايته. ووكل الامر إليه وكلا ووكولا: سلمه وتركه، ويدل على المنع من الخوض في صفاته سبحانه ومن البحث عما لم يرد منها في الكتاب والسنة.
(واعلم أن الراسخين في العلم) إلى آخره. الراسخ في العلم: الثابت فيه (واقتحم المنزل) أي دخله بغتة ومن غير روية، (والسدد) جمع (سدة) وهي باب الدار، وضرب الباب: نصبه، ودون الشئ: ما قرب منه قبل الوصول إليه، والمتعمق في الامر: الذي ببالغ فيه ويطلب أقصى غايته، وقدر الشئ: مبلغه، وتقديره:
أن تجعل له قدرا وتقيسه بشئ، والمعنى: لا تقس عظمة الله بمقياس عقلك ومقداره.
والظاهر أن المراد بإقرار الراسخين في العلم ومدحهم ما تضمنه قوله سبحانه (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إلى قوله وما يتذكر إلا أولو الألباب) فإقرارهم قولهم (آمنا به كل من عند ربنا) ومدح الله تعالى إياهم ذكر كلامهم المتضمن للايمان والتسليم في مقام المدح، أو تسمية ترك تعمقهم رسوخا في العلم، فالعطف في قوله (وسمى) للتفسير أو الإشارة إلى أنهم أولوا الألباب بقوله (وما يتذكر إلا أولوا الألباب) وحينئذ فالمراد بالمتشابه ما يشمل كنه ذاته وصفاته سبحانه مما استأثر الله بعلمه، وعلى هذا فمحل الوقف في الآية (إلا الله) كما هو المشهور بين المفسرين والقراء، فتفيد اختصاص علم المتشابه (1) به سبحانه، وقوله (والراسخون) مبتدأ و (يقولون) خبره، وهو بظاهره مناف

(١) بل تفيد اختصاص العلم بتأويل القرآن به سبحانه فتأمل في قوله (وما يعلم تأويله الا الله) والضمير في قوله (تأويله) راجع إلى (الكتاب) ولا ينافي علمهم عليهم السلام بمتشابهات القرآن، بل لا ينافي علمهم بتأويله فان ظاهر الآية وإن كان الانحصار لكنه لا يأبى عن الاستثناء، كما أن ظاهر بعص الآيات اختصاص علم الغيب به سبحانه لكنه تعالى استثنى عنه من ارتضى من رسول في قوله (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول) ودليل علمهم بتأويل القرآن قوله تعالى (لا يمسه الا المطهرون) وإن أردت توضيح ما ذكر فراجع إلى تفسير (الميزان) سورة آل عمران.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376