وفي رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: كان القوم لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين، فخرج عليه السلام فخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده، فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه ففزعنا فرفع رأسه وقال: يا سعيد أفزعت؟ فقلت: نعم يا ابن رسول الله فقال:
هذا التسبيح الأعظم حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تبقى الذنوب مع هذا التسبيح فقلت: علمنا -.
وفي رواية علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب أنه سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة إلا سبحت بتسبيحه، ففزعت من ذلك وأصحابي، ثم قال:
يا سعيد إن الله جل جلاله لما خلق جبرئيل ألهمه هذا التسبيح فسبحت السماوات ومن فيهن لتسبيحه الأعظم وهو اسم الله جل وعز الأكبر، يا سعيد أخبرني أبي الحسين، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل، عن الله جل جلاله أنه قال:
ما من عبد من عبادي آمن بي وصدق بك وصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس إلا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم أر شاهدا أفضل من علي بن الحسين عليه السلام حيث حدثني بهذا الحديث، فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر وأثنى عليه الصالح والطالح، وانهال يتبعونه حتى وضعت الجنازة فقلت: إن أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم هو، ولم يبق إلا رجل وامرأة، ثم خرجا إلى الجنازة وثبت لأصلي فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض، وأجابه تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض، ففزعت وسقطت على وجهي فكبر من في السماء سبعا ومن في الأرض سبعا وصلى على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة على علي بن الحسين صلوات الله عليهما، فقلت:
يا سعيد لو كنت أنا لم أختر إلا الصلاة على علي بن الحسين، إن هذا لهو الخسران المبين. فبكى سعيد، ثم قال: ما أردت إلا الخير ليتني كنت صليت عليه، فإنه ما رؤي مثله (1).