إبراهيم، عن مسروق، عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن الله تعالى لما أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت، فقال لي جبرئيل: إن الله تعالى بنى جنة من لؤلؤة بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذرة بالذهب وجعل سقوفها زبرجدا أخضر، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت.
ثم جعل غرفها لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، ولبنة من در، ولبنة من ياقوت، ولبنة من زبرجد، ثم جعل فيها عيونا تنبع من نواحيها وحفت بالأنهار وجعل على الأنهار قبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب وحفت بأنواع الشجر وبنى في كل غصن قبة وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والإستبرق، وفرش أرضها بالزعفران، وفتق بالمسك والعنبر، وجعل في كل قبة حوراء، والقبة لها مائة باب على كل باب جاريتان وشجرتان في كل قبة مفرش وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي، فقلت: يا جبرئيل لمن بنى الله هذه الجنة؟ قال، بناها لعلي بن أبي طالب وفاطمة ابنتك سوى جنانهما تحفة أتحفهما الله، ولتقر بذلك عينك يا رسول الله.
بيان: قوله: (لؤلؤة من ياقوت) لعل المعنى أنها في صفاء اللؤلؤ ولون الياقوت، ولا يبعد أن تكون (من) زائدة من النساخ أو يكون الظرف متعلقا بقوله مشذرة أي اللؤلؤة مرصعة من الياقوت بالذهب قال الفيروزآبادي: الشذر قطع من الذهب تلقط من معدنه بلا إذابة، أو خرز يفصل بها النظم أو هو اللؤلؤ الصغار.
قوله: قد شعبت، الشعب الجمع والتفريق، ولعل الأظهر هنا الأول وقال الفيروزآبادي: الأريكة كسفينة سرير في حجلة، أو كل ما يتكأ عليه من سرير ومنصة وفراش، أو سرير منجد مزين في قبة أو بيت، فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة، والسندس: الرقيق من الحرير، والإستبرق الغليظ منه.
قوله: (وفتق) أي جعل بين الزعفران المسك والعنبر أو بين فرشها المبسوطة من الفتق بمعنى الشق، والمفرش كمنبر شئ كالشاذكونة.