لي زوجة أسكن إليها، وقد أتيتك خاطبا راغبا أخطب إليك ابنتك فاطمة، فهل أنت مزوجي يا رسول الله؟
قالت أم سلمة: فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتهلل فرحا وسرورا ثم تبسم في وجه علي (عليه السلام) فقال: يا أبا الحسن فهل معك شئ أزوجك به؟ فقال علي (عليه السلام):
فداك أبي وأمي والله ما يخفى عليك من أمري شئ، أملك سيفي، ودرعي، وناضحي وما أملك شيئا غير هذا، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أما سيفك فلا غنا بك عنه تجاهد به في سبيل الله وتقاتل به أعداء الله، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك.
يا أبا الحسن أبشرك؟ قال علي (عليه السلام): قلت: نعم فداك أبي وأمي بشرني فإنك لم تزل ميمون النقيبة، مبارك الطائر، رشيد الامر صلى الله عليك.
فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبشر يا أبا الحسن فإن الله عز وجل قد زوجكها في السماء من قبل أن أزوجك في الأرض، ولقد هبط علي في موضعي من قبل أن تأتيني ملك من السماء له وجوه شتى، وأجنحة شتى لم أر قبله من الملائكة مثله فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أبشر يا محمد باجتماع الشمل وطهارة النسل، فقلت: وما ذاك أيها الملك؟ فقال لي: يا محمد أنا سيطائيل الملك الموكل بإحدى قوائم العرش، سألت ربي عز وجل أن يأذن لي في بشارتك، وهذا جبرئيل (عليه السلام) في أثري يخبرك عن ربك عز وجل بكرامة الله عز وجل.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): فما استتم كلامه حتى هبط علي جبرئيل فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا نبي الله!
ثم إنه وضع في يدي حريرة بيضاء من حرير الجنة وفيه سطران مكتوبان بالنور.
فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة؟ وما هذه الخطوط؟
فقال جبرئيل: يا محمد إن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارك من خلقه فانبعثك برسالته، ثم اطلع إلى الأرض ثانية فاختار لك منها أخا ووزيرا