قد وربي دخلت جنة عدن * وعفا لي الاله عن سيئات فأبشروا اليوم أولياء علي * وتولوا علي حتى الممات (1) ثم من بعده تولوا بنيه * واحدا بعد واحد بالصفات ثم أتبع قوله هذا: " أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا، أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله حقا حقا، أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا حقا، وأشهد أن لا إله إلا الله " ثم أغمض عينه لنفسه فكأنما كانت روحه زبالة (2) طفئت أو حصاة سقطت.
قال علي بن الحسين: قال لي أبي، الحسين بن عون: وكان أذينة حاضرا فقال:
الله أكبر مامن شهد كمن لم يشهد، أخبرني - وإلا فصمتا - الفضيل بن يسار عن أبي جعفر وعن جعفر عليهما السلام أنهما قالا: حرام على روح أن تفارق جسدها حتى ترى الخمسة حتى ترى محمدا وعليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام بحيث تقر عينها أو تسخن عينها فانتشر هذا القول في الناس، فشهد جنازته - والله - الموافق والمفارق (3).
30 - تفسير علي بن إبراهيم: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان آية في كتاب الله قد أفسدت قلبي وشككتني، قال عمار: وأية آية هي؟ قال: قول الله: " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (4) " الآية، فأية دابة هذه؟ قال عمار: والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى أريكها، فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يأكل تمرا وزبدا، فقال [له]: يا أبا اليقظان هلم، فجلس عمار وأقبل يأكل معه، فتعجب الرجل منه، فلما قام عمار قال له الرجل: سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت (5) أنك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى ترينيها، قال عمار: قد أريتكها إن كنت تعقل (6).