ضرب بالجريد والأيدي والنعال (1).
وقوله تعالى: " لا يسخر قوم من قوم " نزل في ثابت بن قيس بن شماس، و كان في اذنه وقر.؟، وكان إذا دخل المسجد تفسحوا له حتى يقعد عند النبي (صلى الله عليه وآله) فيسمع ما يقول، فدخل المسجد يوما والناس قد فرغوا من الصلاة، وأخذوا مكانهم فجعل يتخطا رقاب الناس يقول: تفسحوا تفسحوا حتى انتهى إلى رجل فقال له:
أصبت مجلسا فاجلس، فجلس خلفه مغضبا، فلما انجلت الظلمة قال: من هذا؟ قال الرجل: أنا فلان، قال ثابت: ابن فلانة؟ ذكر اما له كان يعير بها في الجاهلية فنكس الرجل رأسه حياء، فنزلت الآية عن ابن عباس. وقوله " ولا يغتب بعضكم بعضا " نزلت في رجلين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) اغتابا رفيقهما وهو سلمان بعثاه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليأتي لهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد كان خازن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رحله، فقال: ما عندي شئ، فعاد إليهما فقالا: بخل أسامة، وقالا لسلمان: لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا يتجسسان هل عند أسامة ما أمر لهما به رسول الله ((صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهما: " مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما "؟ قالا: يا رسول الله ما تناولنا يومنا هذا لحما، قال: " ظللتم تأكلون لحم سلمان وأسامة " فنزلت الآية.
وقوله: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى " قيل: نزل في ثابت ابن قيس بن شماس وقوله للرجل الذي لم يتفسح له: ابن فلانة: فقال (صلى الله عليه وآله): من الذاكر فلانة؟ فقام ثابت فقال: أنا يا رسول الله، فقال: انظر في وجوه القوم، فنظر إليهم فقال: ما رأيت يا ثابت؟ فقال: رأيت أسود وأبيض وأحمر، قال: فإنك لا تفضلهم إلا بالتقوى والدين، فنزلت هذه الآية وقوله: " يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس " الآية، عن ابن عباس، وقيل: لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله بلالا حتى علا ظهر الكعبة وأذن فقال عتاب بن أسيد: الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم، وقال حارث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب