فاحتملها وأعدها إلى حضرتي، فخطا عمار خطوة فطويت له الأرض ووضع قدميه في الخطوة الثانية على ذروة الجبل وتناول الصخرة المضاعفة وعاد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخطوة الثالثة، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعمار: اضرب (1) بها الأرض ضربة شديدة فتهابت اليهود وخافوا، فضرب بها عمار على الأرض فتفتتت حتى صارت كالهباء المنثور وتلاشت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): آمنوا أيها اليهود فقد شاهدتم آيات الله، فآمن بعضهم، وغلب الشقاء على بعضهم، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتدرون معاشر المسلمين ما مثل هذه الصخرة؟ فقالوا: لا يا رسول الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق نبيا إن رجالا (2) من شيعتنا تكون لهم ذنوب وخطايا أعظم من جبال الأرض والأرض كلها، والسماء (3) أضعافا كثيرة فما هو إلا أن يتوب ويجدد (4) على نفسه ولايتنا أهل البيت إلا كان قد ضرب بذنوبه الأرض أشد من ضرب عمار هذه الصخرة بالأرض، وإن رجلا يكون له طاعات كالسماوات والأرضين والجبال والبحار فما هو إلا أن يكفر بولايتنا أهل البيت حتى يكون ضرب بها الأرض أشد من ضرب عمار لهذه الصخرة بالأرض وتتلا شئ وتتفتت كتفتت هذه الصخرة، فيرد الآخرة ولا يجد حسنة، وذنوبه أضعاف الجبال والأرض والسماء فيشدد حسابه و يدوم عذابه، قال: فلما رأى عمار بنفسه تلك القوة التي جلد بها على الأرض تلك الصخرة فتفتت أخذته أريحية (5) وقال: أتأذن لي يا رسول الله أجادل بها هؤلاء (6) اليهود فأقتلهم أجمعين بما أعطيته من هذه القوة؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا عمار إن الله يقول: " فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره " بعذابه، ويأتي بفتح مكة وسائر ما وعده (7).