الكتب حق عظيم على جميع الشيعة، وكل من ألف بعده كتابا في الدعاء فهو عيال عليه، مغترف من حياضه، متناول من موائده.
كلام حول كتاب المضمار والاقبال:
هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ يشتمل على تأليفين ثمينين من تأليفات السيد، وهما كتاب المضمار السباق واللحاق بصوم شهر اطلاق الأرزاق وعتاق الأعناق، (1) وكتاب الاقبال بالاعمال الحسنة فيما نذكره مما يعمل ميقاتا واحدا كل سنة.
ذكر السيد في كتاب المضمار اعمال شهر رمضان وأدعيتها وكيفية معاملة العبد مع مولاه في هذا الشهر وذكر في كتاب الاقبال اعمال سائر الشهور، وهو في مجلدين: أشار في المجلد الأول من كتاب الاقبال فوائد شهر شوال وشهر ذي القعدة وشهر ذي الحجة، وذكر في المجلد الثاني منه اعمال بقية الشهور.
وصرح السيد في مواضع من كتاب الاقبال ان تأليف كتاب المضمار قبل كتاب الاقبال، وأشار في خاتمة كتاب الاقبال انه فرغ من تأليفه يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة خمسة وخمسون وستمأة في الحائر الحسيني على مشرفها آلاف التحية والثناء.
يظهر من بعض فصول الكتاب انه الحق بهذين الكتابين فصولا بعد تأليفهما، كما الحق فصلا في سنة ستين وستمأة بعد ان وجد تعليقة غريبة على ظهر كتاب عتيق وصل إليه في معرفة أول شهر رمضان، والحق فصلا في الثالث عشر من ربيع الأول سنة 662 ه حين تفطن فيه لانطباق حديث الملاحم على نفسه، والحق في آخر شهر المحرم فصلا في سنة 656، وذكر في ذلك الفصل انقراض دولة بني العباس في تلك السنة وجعل السلطان إياه نقيب العلويين والعلماء فيها.
ذكر السيد في خلال كتاب الاقبال كتاب اللطيف في التصنيف في شرح السعادة بشهادة صاحب المقام الشريف، وشرح فيه ما جرى في يوم عاشوراء من وصف الاقبال والقتال.
حيث إن هذين الكتابين طبع مرات في مجلد واحد واشتهر كلاهما باسم كتاب الاقبال، جعلناهما تحت عنوان الاقبال، وحيث إن أول شهور السنة في العبادات شهر رمضان، جعلنا المضمار مقدما على الاقبال.