باخراج الخمس من كلما يتقلب فيه، بما سنذكره عند وقت الافطار من دعوات لزوال الشبهات.
فصل (2) فيما نذكره من الاستظهار لشهر الصيام بتقديم التوبة والاستغفار روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه من كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام، فقال باسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام في آخر جمعة من شهر شعبان، فقال لي:
يا أبا الصلت ان شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعة فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالاقبال على ما يعنيك، وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن، وتب إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله عز وجل، ولا تدعن أمانة في عنقك الا أديتها، وفي قلبك حقدا على مؤمن الا نزعته، ولا ذنبا أنت مرتكبه الا اقلعت عنه، واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك وعلانيتك، (ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شئ قدرا). (1) وأكثر من أن تقول فيما بقي من هذا الشهر:
اللهم ان لم تكن غفرت لنا فيما مضى من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه.
فان الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقابا من النار لحرمة شهر (2) رمضان. (3) أقول: وقد قدمنا في عمل اليوم والليلة من كتاب المهمات (4)، كيفية الاستغفار المكفر للسيئات وشروط الدعاء وصفات الصلوات المنقولات، فانظر في تلك الجهات فإنه من المهمات.