وكان من فضل الله جل جلاله عليه ان قد هيأ له من الكتب وغيرها من أسباب التصنيف ما لم يهيئه لاحد في عصره وما بعده، حيث إنه جرى ملكه على الف وخمسمأة مجلد من الكتب عند تأليفه لكتاب الاقبال (1) به في سنة 650 ه صرح نفسه في كتاب كشف المحجة الذي الفه لولده محمد سنة 649 ه، ان خصوص كتاب الدعاء الموجودة عنده أكثر من ستين مجلدا وقال: (وهيأ الله جل جلاله عندي مجلدات في الدعوات أكثر من ستين مجلدا فالله الله في حفظها والحفظ من ادعيتها فإنها من الذخائر التي تتنافس عليها العارفون في حياطتها وما اعرف عند أحد مثل كثرتها وفائدتها.) (2) وذكر في أواخر مهج الدعوات الذي ألفه قبل وفاته بسنتين (3) وفي كتاب اليقين الذي يعد من أواخر تصانيفه، ان خزانة كتبه أكثر من سبعين مجلدا من كتب الدعاء.
جعل السيد تصانيفه الدعائية تتمات لكتاب مصباح المتهجد لشيخ الطائفة محمد بن حسن الطوسي قدس سره، وألف عدة مجلدات في أدعية الأيام والأسبوع والشهور والسنة، ذكر في مقدمة كتاب فلاح السائل الذي يعد أول كتابه في هذا المضمار في علة تصنيف هذه الكتب وتعداده:
(فإنني لما رأيت بما وهبني الله جل جلاله من عين العناية الإلهية في مرآة جود تلك المراحم والمكارم الربانية كيف أنشأني ورباني وحملني في سفن النجاة على ظهور الآباء وأودعني في البطون وسلمني مما جرى على من هلك من القرون وهداني إلى معرفته - إلى أن قال -: وعرفت ان لسان المالك المعبود يقول لكل مملوك مسعود: أي عبدي قد قيدت السابقين من الموقنين الميدان فما يمنعك من سبقهم بغاية الامكان أو لحاقهم في مقامات الرضوان، فعزمت ان اجعل ما اختاره الله جل جلاله مما رويته أو وقفت عليه وما يأذن جل جلاله لي في اظهاره من اسراره انا مرتب ذلك بالله جل جلاله في عدة مجلدات يحتسب ما أرجوه من المهمات والتتمات:
المجلد الأول والثاني: اسمية كتاب فلاح السائل في عمل يوم وليله وهو مجلدان (4).