فقال يا كذاب أتخدعني وعزتي وجلالي لأحرمنك حلاوة ذكري ولأحجبنك عن قربي والمسرة بمناجاتي.
واعلم تعالى غير محتاج إلى خدمتك وهو غنى عنك وعن عبادتك ودعائك وإنما دعاك بفضله ليرحمك ويبعدك عن عقوبته وينشر عليك من بركات حنانيته ويهديك إلى سبيل رضاه ويفتح عليك باب مغفرته فلو خلق الله عز وجل ضعف ما خلق من العوالم اضعافا مضاعفة على سرمد الأبد لكان عند الله سواء ا كفروا به بأجمعهم أو وحدوه فليس له من عبادة الخلق إلا اظهار الكرم والقدرة فاجعل الحياء رداء والعجز إزارا وادخل تحت سرير سلطان التعالي تغتنم فوائد ربوبيته مستعينا مستغيثا إليه