وإذا هاج ريح المحبة واستأنس في ظلال المحبوب واثر المحبوب على ما سواه وباشر أوامره واجتنب نواهيه واختارهما على كل شئ غيرهما وإذا استقام على بساط الانس بالمحبوب مع أداء أوامره واجتناب معاصيه ونواهيه وصل إلى روح المناجاة والقرب ومثال الأصول الثلاثة: كالحرم والمسجد والكعبة فمن دخل الحرم آمن من الخلق ومن دخل المسجد آمنت جوارحه يستعملها في المعصية ومن دخل الكعبة آمن قلبه ان يشغله بغير ذكر الله تعالى (فانظر أيها المؤمن فإن كانت حالتك حالة ترضيها لحلول الموت فاشكر تعالى على توفيقه وعصمته وان كانت أخرى فانتقل عنها بصحيح العزيمة واندم على ما قد سلف من عمرك الغفلة واستعن بالله تعالى على تطهير الظاهر الذنوب وتنظيفك الباطن من العيوب واقطع رباط الغفلة عن قلبك واطف نار الشهوة من نفسك)
(١٢٠)