من إقبال ليل مقبل وإدبار نهار مدبر. قبل كل غاية ومدة (4)، وكل إحصاء وعدة. تعالى عما ينحله (5) المحددون من صفات الأقدار، ونهايات الأقطار. وتأثل المساكن (6)، وتمكن الأماكن. فالحد لخلقه مضروب، وإلى غيره منسوب. لم يخلق الأشياء من أصول أزلية، ولا أوائل أبدية، بل خلق ما خلق فأقام حده، وصور ما صور فأحسن صورته (7) ليس لشئ منه امتناع (8)، ولا له بطاعة
____________________
(1) الداجي: المظلم. والغسق: الليل. وساج أي ساكن لا حركة فيه (2) أصل التفيؤ للظل نسخ نور الشمس. ولما كان الظلام بالليل عاما كالضياء بالنهار عبر عن نسخ نور القمر له بالتفيؤ تشبيها له بنسخ الظل لضياء الشمس، وهو من لطيف التشبيه ودقيقه (3) الأفول: المغيب. والكرور: الرجوع بالشروق (4) قوله قبل كل غاية متعلق بيخفى على معنى السلب، أي لا يخفى عليه شئ من ذلك قبل كل غاية، أي يعلمه قبل الخ. ويصح أن يكون خبرا عن ضمير الذات العلية، أي هو موجود قبل كل غاية الخ (5) نحله القول - كمنعه - نسبه إليه أي عما ينسبه المحددون لذاته تعالى والمعرفون لها.
من صفات الأقدار جمع قدر - بسكون الدال - وهو حال الشئ من الطول والعرض والعمق ومن الصغر والكبر. ونهايات الأقطار هي نهايات الابعاد الثلاثة المتقدمة (6) التأثل: التأصل (7) لم تكن مواد متساوية في القدم والأزلية وكان له فيها أثر التصوير والتشكيل فقط، بل خلق المادة بجوهرها، وأقام لها حدها، أي ما به امتازت عن سائر الموجودات وصور منها ما صور من أنواع النباتات والحيوانات وغيرها (8) أي لا يمتنع عليه
من صفات الأقدار جمع قدر - بسكون الدال - وهو حال الشئ من الطول والعرض والعمق ومن الصغر والكبر. ونهايات الأقطار هي نهايات الابعاد الثلاثة المتقدمة (6) التأثل: التأصل (7) لم تكن مواد متساوية في القدم والأزلية وكان له فيها أثر التصوير والتشكيل فقط، بل خلق المادة بجوهرها، وأقام لها حدها، أي ما به امتازت عن سائر الموجودات وصور منها ما صور من أنواع النباتات والحيوانات وغيرها (8) أي لا يمتنع عليه